miley*smiley رئيسة قسم الأغانى و الصور + نائب مدير عام المنتدى
عدد المساهمات : 168 تاريخ التسجيل : 27/07/2010
| موضوع: أحمـــــــــــد أبن طــــولون - الدولة شبه المستقلــة الإثنين أغسطس 02, 2010 5:23 am | |
| من هو أحمد بن طولون؟بدأ العرب يشترون العبيد ويدربونهم على القتال ةينشؤونهم نشأة دينية ومنهم الأتراك ومنهم أبو العباس كان أبوه طولون مولى (عبد وأسلم ) لـ نوح بن أسد الساماني , أمير بخارى .وفى سنة 200 هـ تفوق ابو العباس أبن طولون على أقرانه فى القتال فأهداه نوح مع العديد من المماليك إلى الخليفة المأمون فجعله قائداً لحرسه الخاص حتى بلغ مصاف الأمراء . وولد أحمد بن طولون في عاصمة بغداد الخلافة العباسية أيام حكم الخليفة المآمون فظل يترقى فى خدمة البلاط العباسى ودربه أبوه على القتال من صغره , وعنى بتربيته بطلب العلم وتأدب على مذهب من مذاهب الفقه هو مذهب أبي حنيفة ، وأظهر من النجابة والحكمة ما ميزه على أترابه . وفى سنة 240هـ توفي أبوه في عهد الخليفة المتوكل , فقدمه الخليفة وولاه على الجيش فى منطقة الثغور (1) ذكر المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني ( 62 من 167 ) عن إتجاه الخلفاء العباسيين فى أستعمال المماليك فكتب يقول : " وقصد المعتصم ومن بعده من الخلفاء بذلك العمل مع الأتراك محاكاة ما فعله الرشيد بعبد الملك بن صالح والمأمون بطاهر بن الحسين ففعل المعتصم مثل ذلك بالأتراك فقلد أشناس وقلد الواثق إيتاخ وقلد المتوكل نقا ووصيف وقلد المهتدي ماجور وغير من ذكرنا من أعمال الأقليم ما قد تضمنته كتب التاريخ فتقلد باكباك مصر وطلب من يخلفه عليها وكان أحمد بن طولون قد مات أبوه في سنة أربعين ومائتين ولأحمد عشرون سنة منذ ولد من جارية كانت تدعى قاسم وكان مولده في سنة عشرين ومائتين وولدت أيضًا أخاه موسى وحبسية وسمانة وكان طولون من الطغرغر مما حمله نوح بن أسد عامل بخارى إلى المأمون فيما كان موظفًا عليه من المال والرقيق والبراذين وغير ذلك في كل سنة وذلك في سنة مائتين فنشأ أحمد بن طولون نشأ جميلًا غير نشء أولاد العجم فوصف بعلو الهمة وحسن الأدب والذهاب بنفسه عما كان يترامى إليه أهل طبقته وطلب الحديث وأحب الغزو وخرج إلى طرسوس مرات ولقي المحدثين وسمع منهم كتب العلم وصحب الزهاد وأهل الورع فتأدب بآدابهم وظهر فضله فاشتهر عند الأولياء وتميز على الأتراك وصار في عداد من يوثق به ويؤتمن على الأموال والأسرار فزوجه ماجور ابنته وهي أم ابنه العباس وابنته فاطمة.
بداية نجم أبن طولون فى الصعود الخليفة المستعين يرسل إلى بلاد الروم ليصنعوا له أشياء نفيسة وينقذها أبن طولون من قطاع الطرق ذكر المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني ( 62 من 167 ) : " ثم إنه سأل الوزير عبيد الله بن يحيى أن يكتب له برزقه على الثغر فأجابه وخرج إلى طرسوس فأقام بها وشق على أمه مفارقته فكاتبته بما أقلقه فلما قفل الناس إلى سر من رأى سار معهم إلى لقاء أمه وكان في القافلة نحو خمسمائة رجل والخليفة إذ ذاك: المستعين بالله أحمد بن المعتصم وكان قد أنفذ خادمًا إلى بلاد الروم لعمل أشياء نفيسة فلما عاد بها وهي: وقر بغل إلى طرسوس خرج مع القافلة وكان من رسم الغزاة أن يسيروا متفرقين فطرق الأعراب بعض سوادهم وجاء الصائح: فبدر أحمد بن طولون لقتالهم وتبعوه فوضع السيف في الأعراب ورمى بنفسه فيهم حتى استنفذ منهم جميع ما أخذوه وفروا منه وكان من جملة ما استنفذ من الأعراب البغل المحمل بمتاع الخليفة فعظم أحمد بما فعل عند الخادم وكبر في أعين القافلة فلما وصلوا إلى العراق وشاهد المستعين ما أحضره الحادم أعجب به وعرفه الخادم خروج الأعراب وأخذهم البغل بما عليه وما كان من صنع أحمد بن طولون فأمر له بألف دينار وسلم عليه مع الخادم وأمره أن يعرفه به إذا دخل مع المسلمين ففعل ذلك وتوالت عليه صلاة الخليفة حتى حسنت حاله ووهبه جارية اسمها: مياس استولدها ابنه خمارويه في النصف من المحرم سنة خمسين ومائتين فلما خلع المستعين وبويع المعتز أخرج المستعين إلى واسط واختار الأتراك أحمد بن طولون أن يكون معه فسلم إليه ومضى به فأحسن عشرته وأطلق له التنزه والصيد وخشي أن يلحقه منه احتشام فألزمه كاتبه أحمد بن محمد الواسطي وهو إذ ذاك غلام حسن الشاهد حاضر النادرة فأنس به المستعينرفض أبن طولون قتل الخليفة المستعين ذكر المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني ( 63 من 167 ) : " ثم إن فتيحة أم المعتز كتبت إلى أحمد بن طولون بقتل المستعين وقلدته واسط فامتنع من ذلك وكتب إلى الأتراك يخبرهم بأنه لا يقتل خليفة له في رقبته بيعة فزاد محله عند الأتراك بذلك ووجهوا سعيد الحاجب وكتبوا إلى ابن طولون بتسليم المستعين له فتسلمه منه وقتله وواراه ابن طولون وعاد إلى سر من رأى وقد تقلد باكباك مصر وطلب من يوجهه إليها فذكر له أحمد بن طولون فقلده خلافته وضم إليه جيشًا وسار إلى مصر فدخلها يوم الأربعاء لسبع بقين من شهر رمضان سنة أربع وخمسين ومائتين متقلدًا للقصبة دون غيرها من الأعمال الخارجة عنها كالإسكندرية ونحوها ودخل معه أحمد بن محمد الواسطي وجلس الناس لرؤيته فسأل بعضهم غلام أبي قبيل: صاحب الملاحم وكان مكفوفًا عما يجده في كتبهم فقال: هذا رجل نجد صفته كذا وكذا وأنه يتقلد الملك هو وولده قريبًا من أربعين سنة فما تم كلامه حتى أقبل أحمد بن طولون وإذا هو على النعت الذي قال.كيف تولى أحمد أبن طولون حكم مصر ؟ وفي سنة 254هـ قلد الخليفة المعتز بإعطاء القائد (بايكباك) ولاية مصر, وبالرغم من بايكباك أصبح واليا على مصر إلا أنه لم يمارس وظيفته كوالى ولكنه أناب عنه أحمد بن طولون فى ولايتها فقدم إليها سنة 254 هجرية = 868م وكان بايكباك قد تزوج والدة أحمد ابن طولون بعد وفاة أبيه . وفي سنة 256هـ حدثت ثورة فى بغداد وقتل (بايكباك) فيها وأنتهت الثورة بخلع الخليفة المهتدي وقتله, وكان من حظه أن وهبت ولاية مصر إلى حميه للقائد الأمير ماجور(بارجوخ) بعد وفاة باكباك فأقره على ولايتها ولما أعطيت ولاية مصر للقائد ألأمير فترك أحمد بن طولون على ولاية مصر . لأن أحمد كان قد تزوج ابنته . . وعندما مات (بارجوخ) عين الخليفة المعتمد ابن طولون واليا على مصر . وقام ابن طولون بالإستيلاء على الشام وكان أميرها (أماجور التركي) توفى وحارب البيزنطيين في طرسوس وهزمهم واستعاد منهم أسرى المسلمين , وأصبحت أملاكه تمتد من طرسوس حتى نهر الفرات وبهذه الإنتصارات ملك ابن طولون مصر والشام والجزيرة والثغور ووافق الخليفة المعتمد على حكمه لهذه المناطق . وأنتصر أحمد ابن طولون على دسائس الموفق بالله العباسي , أخو الخليفة المعتمد , الذي أراد عزله عن ولاية مصر.وأنتصر أحمد ابن طولون على خروج ابنه العباس عليه وهو في الشام وكانت ولاية أحمد بن طولون على مصر أول الأمر قاصرة على الفسطاط أما أمر الخراج فكان موكولا إلى ابن المدير فما زال بحسن سياسته يوسع فى نفوذه حتى شمل سلطانه مصر جميعها وتولى أمر الخراج وامتد نفوذه إلى الشام وبرقة وأسس الدولة الطولونية الشبه مستقلة التى حكمت مصر وفترة ولايته تتمثل فيها النقلة التى انتقلتها مصر من ولاية تابعة للخلافة العباسية إلى دولة ذات استقلال ذاتى من سنة 254 إلى 292 هجرية = 868 إلى 905م وتوفى سنة 270 هجرية = 884م بداية خلاف أبن طولون مع المدبر آخر والى عربى قرشى حكم مصر كان على الخراج أحمد بن محمد بن المدبر وهو من دهاة الناس وشياطين الكتاب فأهدى إلى أحمد بن طولون هدايا قيمتها عشرة آلاف دينار بعدما خرج إلى لقائه هو وشقير الخادم غلام فتيحة أم المعتز وهو يتقلد البريد فرأى ابن طولون بين يدي ابن المدبر مائة غلام من الغور قد انتخبهم وصيرهم عدة وجمالًا وكان لهم خلق حسن وطول أجسام وبأس شديد وعليهم أقبية ومناطق تقال عراض وبأيديهم مقارع غلاظ على طرف كل مقرعة مقمعة من فضة وكانوا يقفون بين يديه في حافتي مجلسه إذا جلس فإذا ركب ركبوا بين يديه فيصير له بهم هيبة عظيمة في صدور الناس فلما بعث ابن المدبر بهديته إلى ابن طولون ردها عليه فقال ابن المدبر: إن هذه لهمة عظيمة من كانت هذه همته لا يؤمن على طرف من الأطراف فخافه وكره مقامه بمصر معه وسار إلى شقير الخادم صاحب البريد واتفقا على مكاتبة الخليفة بإزالة ابن طولون فلم يكن غير أيام حتى بعث ابن طولون إلى ابن المدبر يقول له: قد كنت أعزك الله أهديت لنا هدية وقع الغنى عنها ولم يجز أن يغتنم مالك كثره الله فرددتها توفيرًا عليك ونحب أن تجعل العوض منها الغلمان الذين رأيتهم بين يديك فأنا إليهم أحوج منك فقال ابن المدبر: لما بلغته الرسالة هذه أخرى أعظم مما تقدم قد ظهرت من هذا الرجل إذ كان يرد الأعراض والأموال ويستهدي الرجال ويثابر عليهم ولم يجد بدًا من أن بعثهم إليه فتحولت هيبة ابن المدبر إلى ابن طولون ونقصت مهابة ابن المدبر بمفارقة الغلمان مجلسه. أبن المدبر يحاول التخلص من أبن طولون حاول أبن المدبر التخلص من أبن طولون ولكن لا تأتى الرياح بما تشتهى السفن فيذكر المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني ( 63 من 167 ) : " فكتب ابن المدبر فيه إلى الحضرة يغري به ويحرض على عزله فبلغ ذلك ابن طولون فكتم في نفسه ولم يبده واتفق موت المعتز في رجب سنة خمس وخمسين وقيام المهتدي بالله محمد بن الواثق وقتل باكباك ورد جميع ما كان بيده إلى ماجور التركي حموا بن طولون فكتب إليه: تسلم من نفسك لنفسك وزارده الأعمال الخارجة عن قصبة مصر وكتب إلى إسحاق بن دينار وهو يتقلد الإسكندرية أن يسلمها لأحمد بن طولون فعظمت لذلك منزلته وكثر قلق ابن المدبر وغمه ودعته ضرورة الخوف من ابن طولون إلى ملاطفته والتقرب من خاطره وخرج ابن طولون إلى الإسكندرية وتسلمها من إسحاق بن دينار وأقره عليها وكان أحمد بن عيسى بن شيخ الشيباني يتقلد جندي فلسطين والأردن فلما مات وثب ابنه على الأعمال واستبد بها فبعث ابن المدبر سبعمائة ألف وخمسين ألف دينار حملًا من مال مصر إلى بغداد فقبض ابن شيخ عليها وفرقها في أصحابه وكانت الأمور قد اضطربت ببغداد فطمع ابن شيخ في التغلب على الشامات وأشيع أنه يريد مصر فلما قتل المهتدي في رجب سنة ست وخمسين وبويع المعتمد بالله أحمد بن المتوكل لم يدع ابن شيخ له ولا بايع هو ولا أصحابه فبعث إليه بتقليد أرمينية زيادة على ما معه من بلاد الشام وفسح له في الاستخلاف عليها والإقامة على عمله فدعا حينئذ للمعتمد وكتب إلى ابن طولون أن يأهب لحرب ابن شيخ وأن يزيد في عدته وكتب لابن المدبر أن يطلق له المال ما يريد فعرض ابن طولون الرجال وأثبت من يصلح واشترى العبيد من الروم والسودان وعمل سائر ما يحتاج إليه وخرج في تجمل كبير وجيش عظيم وبعث إلى ابن شيخ يدعوه إلى طاعة الخليفة ورد ما أخذ من المال فأجاب بجواب قبيح فسار لست خلون من جمادى الآخرة واستخلف أخاه موسى بن طولون على مصر ثم رجع من الطريق بكتاب ورد عليه م العراق ودخل الفسطاط في شعبان.أبن طولون من أكبر الولاة أو الحكام الذين حكموا مصر ونبشوا قبور فراعنة مصر وقال المقريزى فى الخطط (1) : " وفى زمن أحمد أبن طولون فى سنة 332 هـ لهم اخبار عجيبة فيما أستخرج فى أيامهم من المدافن والأموال والجواهر وما أصيب فى هذه المطالب (الكنوز) من القبور , وركب (حصانه) أبن طولون يوماً إلى الأهرام فأتاه الحجاب (رئيس) يقوم عليهم يقوم عليهم ثياب صوف ومعهم المساح والمعاول فسألهم عما يعملون فقالوا : " نحن قوم نطلب المطالب (ينبشوا القبور) " فقال لهم لا تخرجوا شيئاً إلا بمشورتى أو رجل من قبلى , وأخبروه أن فى سمت الأهرام مطلبا (كنزا) قد عجزوا عنه فضم إليهم الرافقى وتقدم إلى عامل (والى) الجيزة فى أعانتهم بالرجال والنفقات وأنصرف , فأقاموا مدة يعملون حتى ظهر لهم فركب أحمد أبن طولون إليهم وهم يحفرون فكشفوا عن حوض مملؤ دنانير وعليه غطاء مكتوب عليه بالبربطية فأحضر من قراه فإذا فيه : أنا فلان بن فلان الملك الذى ميز الذهب من غشه ورخصه فمن أراد أن يعلم فضل ملكى على ملكه فلبنظر إلى فضل (وزن) عيار دينارى على عيار ديناره فإن مخلص الذهب من الغش مخلص من حياته وبعد وفاته , فقال أحمد أبن طولون : الحمد لله أن ما نهيتنى عليه هذه الكتابة أحب إلى من المال ثم امر لكل من القوم المطالبية بمائتى دينار منه ولكل من الصناع خمسة دنانير بعد أعطاءه أجره عمله وللرافقى بثلثمائة دينار ولنسيم الخادم بألف دينار وحمل باقى الدنانير فوجدها أجود من كل عيار وشدد من حينئذ فى العيار بمصر حتى صار عيار ديناره الذى عرف بالأحمدى أجود عيار وكان لا يطلى إلا به . أبن طولون يحرث قبور اليهود والنصارى ليبنى مدينة القطائع يذكر المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني ( 63 من 167 ) : " وقدم من العراق: ماجور التركي لمحاربة ابن شيخ فقيه أصحاب ابن شيخ وعليهم ابنه فانهزموا منه وقتل الابن واستولى ماجور على دمشق ولحق ابن شيخ بنواحي أرمينية وتقلد ماجور أعمال الشام كله وصار أحمد بن طولون من كثرة العبيد والرجال والآلات بحال يضيق به داره ولا يتسع له فركب إلى سفح الجبل في شعبان وأمر بحرث قبور اليهود والنصارة واختط موضعها فبنى القصر والميدان وتقدم إلى أصحابه وغلمانه وأتباعه أن يختطوا لأنفسهم حوله فاختطوا وبنوا حتى اتصل البناء لعمارة الفسطاط ثم قطعت القطائع وسميت كل قطيعة باسم من سكنها فكانت للنوبة قطيعة مفردة تعرف بهم وللروم قطيعة مفردة تعرف بهم وللفراشين قطيعة مفردة تعرف بهم ولكل صنف من الغلمان قطيعة مفردة تعرف بهم.
وبنى القواد مواضع متفرقة فعمرت القطائع عمارة حسنة وتفرقت فيها السكك والأزقة وبنيت فيها المساجد الحسان والطواحين والحمامات والأفران وسميت أسواقها وفقيل: سوق العيارين وكان يجمع العطارين والبزازين وسوق الفاميين ويجمع الجزارين والبقالين والشوايين فكان في دكاكين الفاميين جميع ما في دكاكين نظرائهم في المدينةنمو قوة أبن طولون ووشاية أبن المدبر مرة أخرى - القبض على أبن المدبريذكر المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني ( 63 من 167 ) : "وكان الطريق الذي يخرج منه ابن طولون وهو الذي يعرج منه إلى القصر طريقًا واسعًا فقطعه بحائط وعمل فيه ثلاثة أبواب كأكبر ما يكون من الأبواب وكانت متصلة بعضها ببعض واحدًا بجانب الآخر. وكان ابن طولون إذا ركب يخرج معه عسكر متكاثف الخروج على ترتيب حسن بغير زحمة ثم يخرج ابن طولون من الباب الأوسط من الأبواب الثلاثة بمفرده من غير أن يختلط به أحد من الناس وكانت الأبواب المذكورة تفتح كلها في يوم العيد أو يوم عرض الجيش أو يوم صدقة وما عدا هذه الأيام لا تفتح إلا بترتيب في أوقات معروفة وكان القصر له مجلس يشرف منه ابن طولون يوم العرض ويوم الصدقة لينظر من أعلاه من يدخل ويخرج وكان الناس يدخلون من باب الصوالجة ويخرجون من باب السباع وكان على باب السباع مجلس يشرف منه ابن طولون ليلة العيد على القطائع ليرى حركات الغلمان وتأهبهم وتصرفهم في حوائجهم فإذا رأى في حال أحد منهم نقصًا أو خللًا أمر له بما يتسع به ويزيد في تجمله وكان يشرف منه أيضًا على البحر وعلى باب مدينة الفسطاط وما يلي ذلك.
فكان منتزهًا حسنًا وبنى الجامع فعرف بالجامع الجديد بنى العين والسقاية بالمغافر وبنى تنور فرعون فوق الجبل واتسعت أحواله وكثرت اصطبلاته وكراعه وعظم صيته فخافه ماجور وكتب إلى الحضرة يغري به وكتب فيه ابن المدبر وشقير الخادم وكانت لابن طولون أعين وأصحاب أخبار يطالعونه بسائر ما يحدث فلما بلغه ذلك تلطف أصحاب الأخبار له ببغداد عند الوزير حتى سير إلى ابن طولون بكتب ابن المدبر وكتب شقير من غير أن يعلما بذلك فإذا فيها: أن أحمد بن طولون عزم على التغلب على مصر والعصيان بها فكتم خبر الكتب وما زال بشقير حتى مات وكتب إلى الحضرة يسأل صرف ابن المدبر عن الخراج وتقليد هلال فأجيب إلى ذلك وقبض على ابن المدبر وحبسه. المقريزى المؤرخ يذكر عثور أبن طولون على كنز يذكر المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني ( 63 من 167 ) : "وكانت لأبن طولون مع أبن المدبر أمور آلت إلى خروج ابن المدبر عن تقلده منصب خراج مصر وتقلد ابن طولون خراج مصر مع المعونة والثغور الشامية فأسقط المعاون والمرافق وكانت بمصر خاصة في كل سنة مائة ألف دينار فأظفره الله عقيب ذلك بكنز فيه ألف ألف دينار: بنى منه المارستان وخرج إلى الشام وقد تقلدها فتسلم دمشق وحمص ونازل أنطاكية حتى أخذها وكانت صدقاته على أهل المسكنة والستر وعلى الضعفاء والفقراء وأهل التجمل متواترة وكان راتبه لذلك في كل شهر ألفي دينار سوى ما يطرأ عليه من النذور وصدقات الشكر على تجديد النعم وسوى مطابخه التي أقيمت في كل يوم للصدقات في داره وغيرها يذبح فيها البقر والكباش ويغرف للناس في القدور والفخار والقصاع على كل قدر أو قصعة لكل مسكين أربعة أرغفة في اثنين منها فالوذج و الاثنان الآخران على القدر وكانت تعمل في داره وينادي من أحب أن يحضر دار الأمير فليحضر وتفتح الأبواب ويدخل الناس الميدان وابن طولون في المجلس الذي تقدم ذكره ينظر إلى المساكين ويتأمل فرحهم بما يأكلون ويحملون فيسره ذلك ويحمد الله على نعمته" جـــــــامع أبن طولون [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]في القرن الثالث الهجري شيّد أحمد بن طولون جامعه وبه المئذنة الملوية بناه أحمد بن طولون سنة (263هـ - 876م) وانتهى منه (265هـ - 878م) ويقع في مصر في ميدان أحمد بن طولون بحي السيدة زينب جنوب القاهرة (موقع مدينة القطائع). وتعد مأزنته من أقدم المآذن بمصر، وهي على غرار مئذنة جامع سامراء بالعراق. حيث تتكون مئذنة جامع أحمد بن طولون من قاعدة مكعبة يعلوها جزء أسطواني له سلم خارجي ملوي حيث كانت المآذن فى بداية عهدها فتعتبر ثانى أقدم مآذن فى تاريخ الإسلام ، في أعلاه مثمنات لها سلالم داخلية تنتهي بصفوف من المقرضات، وتنتهي قمتها بطاقية مضلعة. . بعد أن أتم أحمد بن طولون بناء قصره عند سفح المقطم وأنشأ الميدان أمامه وبعد أن فرغ من تأسيس مدينة القطائع شيد جامعه الكبيرعلى جبل يشكر فشرع فى بنائه سنة 263 هجرية = 876/ 77م وأتمه سنة 265 هجرية = 879م ووجد هذا التاريخ مدون هذا التاريخ على لوح رخامى مثبت على أحد أكتاف رواق القبلة . ويعتبر جامع أبن طولون ثالث الجوامع التى أنشئت بمصر كما يعتبر أيضاً من أقدم جامع احتفظ بتخطيطه وكثير من تفاصيله العمارية الأصلية ، وأول جامع أنشئ فى مصر هو جامع عمرو بن العاص الذى بنى سنة 21 هجرية = 642م لم يبق أثر من بنائه القديم , و ثاني جامع هو جامع العسكر الذى بنى فى سنة 169 هجرية = 785/ 86م قد زال بزوال العسكر . القبطى الذى بنى جامع أبن طولون وقال جامع السيرة الطولونية: وأما رغبته في أبواب الخير فكانت ظاهرة بينة واضحة فمن ذلك بناء الجامع والبيمارستان ثم العين التي بناها بالمغافر وبناها بُنْيَةً صحيحة ورغبة قوية حتى أنها ليس لها نظير ولهذا اجتهد المادرانيون وأنفقوا الأموال الخطيرة ليحكوها فأعجزهم ذلك لأنها وقعت في موضع جيرانه كلهم محتاجون إليها وهي مفتوحة طول النهار لمن كشف وجهه للأخذ منها ولمن كان له غلام أو جارية والليل للفقراء والمساكين فهي حياة ومعونة. واتخذ لها مستغلًا فيه فضل وكفاية لمصالحها والذي تولى لأحمد بن طولون بناء هذه العين رجل نصرانيّ حسن الهندسة حاذق بها وإنه دخل إلى أحمد بن طولون في عشية من العشايا فقال له: إذا فرغت مما تحتاج إليه فأعلمني لنركب إليها فنراها فقال: يركب الأمير إليها في غد فقد فرغت وتقدّم النصرانيّ فرأى موضعًا بها يحتاج إلى قصرية جير وأربع طوبات فبادر إلى عمل ذلك وأقبل أحمد بن طولون يتأمل العين فاستحسن جميع ما شاهده فيها ثم أقبل إلى الموضع الذي فيه قصرية الجير فوقف بالاتفاق عليها فلرطوبة الجير غاصت يد الفرس فيه فكبا بأحمد ولسوء ظنه قدر أن ذلك لمكروه أراده به النصراني فأمر به فشق عنه ما عليه من الثياب وضربه خمسمائة سوط وأمر به إلى المطبق وكان المسكين يتوقع من الجائزة مثل ذلك دنانير فاتفق له اتفاق سوء. وانصرف أحمد بن طولون وأقام النصرانيّ إلى أن أراد أحمد بن طولون بناء الجامع فقدّر له ثلاثمائة عمود فقيل له ما تجدها أو تنفذ إلى الكنائس في الأرياف والضياع الخراب فتحمل ذلك. فأنكره ولم يختره وتعذب قلبه بالفكر في أمره وبلغ النصرانيّ وهو في المطبق الخبر فكتب إليه: أنا أبنيه لك كما تُحب وتختار بلا عمد إلاّ عمودي القبلة فأحضره وقد طال شعره حتى تدلى على وجهه فبناه. قال: ولما بنى أحمد بن طولون هذه السقاية بلغه أن قومًا لا يستحلون شرب مائها قال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم الفقيه: كنت ليلةَ في داري إذ طُرِقَتْ بخادم من خدّام أحمد بن طولون فقال لي: الأمير يدعوك فركبت مذعورًا مرعوبًا فعدل بي عن الطريق فقلت: أين تذهب بي فقال: إلى الصحراء والأمير فيها. فأيقنت بالهلاك وقلت للخادم: الله اللّه فيّ فإني شيخ كبير ضعيف مسنّ فتدري ما يُراد مني فارحمني. فقال لي: احذر أن يكون لك في السقاية قول. وسرت معه وإذا بالمشاعل في الصحراء وأحمد بن طولون راكب على باب السقاية وبين يديه الشمع فنزلت وسلمت عليه فلم يردّ عليّ فقلت: أيّها الأمير إنّ الرسول أعنتني وكدني وقد عطشت فيأذن لي الأمير في الشرب فأراد الغلمان أن يسقوني فقلت: أنا آخذ لنفسي فاستقيت وهو يراني وشربت وازددت في الشرب حتى كدت أنشق ثم قلت: أيها الأمير سقاك الله من أنهار الجنة فلقد أرويت وأغنيت ولا أدري ما أصف أطيب الماء في حلاوته وبرده أم صفاءه أم طيب ريح السقاية قال: فنظر إليّ وقال: أريدك لأمر وليس هذا وقته فاصرفوه. فصُرِفتُ. فقال لي الخادم: أصبت. فقلت: أحسن اللّه جزاءك فلولاك لهلكت. وكان مبلغ النفقة على هذه العين في بنائها ومستغلها أربعين ألف دينار وأنشد أبو عمرو الكنديّ في كتاب الأمراء لسعيد القاص أبياتًا في رثاء دولة بني طولون منها في العين والسقاية: وعينُ معينِ الشُربِ عينٌ زكيةٌ وعينُ أجاجٍ للرّواةِ وللطُهْرِ كأنّ وفودُ النيل في جنباتِها تروحُ وتغدو بينَ مد إلى جزرِ فأرك بها مستنبطًا لمعينها من الأرضِ من بطنٍ عميق إلى ظهرِ يمرُّ على أرضِ المغافِرِ كلها وشعبانُ والأحمورُ والحيّ من بشرِ قبائلُ لا نوءُ السحابِ يمدُّها ولا النيلُ يرويها ولا جدولٌ يجري وقال الشريف محمد بن أسعد الجوّانيّ النسابة في كتاب الجوهر المكنون في ذكر القبائل والبطون: سريع فخذ من الأشعريين هم ولد سريع بن ماتع من بني الأشعر بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وهم رهط أبي قبيل التابعيّ الذي خطف اليوم الكوم شرقيّ قناطر سقاية أحمد بن طولون المعروفة بعفصة الكبيرة بالقرافة. بدر الجمالى وإصلاح جامع أبن طولون . ففى سنة 470 هجرية = 1077/ 78م قام بدر الجمالى وزير الخليفة المستنصر الفاطمى بإصلاحات فى الجامع وجدت مثبته على لوح رخامى مركب أعلى أحد أبواب الوجهة البحرية وحسب أمر الخليفة المستنصر صنع محراب من الجص بأحد أكتاف رواق القبلة هذا بالإضافة إلىا محرابين جصيين آخرين صنع أحدهما فى العصر الطولونى مع بناء الجامع والثانى فى العصر الفاطمى وكلاهما برواق القبلة السلطان حسام الدين لاجين وإصلاح جامع أبن طولون أقام السلطان حسام الدين لاجين سنة 696 هجرية = 1296/ 97م بعدة إصلاحات هامة هى : -1 - القبة المقامة وسط الصحن والتى حلت محل القبة التى شيدها الخليفة الفاطمى العزيز بالله سنة 385 هجرية = 995م وكانت القبة الأصلية قد احترقت سنة 376 هجرية = 986م 2 - ترميم المئذنة الحالية ذات السلم الخارجى 3 - المنبر الخشبى 4 - كسوة الفسيفساء والرخام للمحراب الكبير قاعدة القبة التى تعلو هذا المحراب محرابا من الجص مشابها للمحراب المستنصرى بالكتف المجاورة له 5 - صناعة كثيرا من الشبابيك الجصية 6 - إقامة سبيلا بالزيادة القبلية ثم قام بتجديده قايتباى فيما بعد ثم قامت بترميمه إدارة حفظ الآثار العربية أخيرا. إستعمال الجامع كمصنع للأحزمة الصوفية وفى أواخر القرن الثانى عشر الهجرى - الثامن عشر الميلادى - أستعمل الجامع كله أو جزء منه مصنعا للأحزمة الصوفية وفى منتصف القرن الماضى ملجأ للعجزة. الملك فؤاد الأول وإصلاح جامع أبن طولون وقامت حفظ الآثار العربية سنة 1882م بترميمه وإصلاحه فى سنة 1918م بأمر الملك فؤاد الأول بإعداد مشروع لإصلاحه إصلاحا شاملا وتخلية ما حوله من الأبنية ورصد لذلك أربعون ألف جنيه أنفقت فى تقويم ما تداعى من بنائه وتجديد أسقفه وترميم بياضه وزخارفه. تركيب الجـــــــامع يتكون جامع أبن طولون ويبلغ طول الجامع 138 مترا وعرضه 118 مترا تقريبا يحيط به من ثلاثة جهات - البحرية والغربية والقبلية - ثلاث زيادات عرض كل منها 19 متراويكون الجامع مع هذه الزيادات مربعا طول ضلعه 162 متر على وجه التقريب من صحن مكشوف مربع طول ضلعه 92 مترا يتوسطه قبة محمولة على رقبة مثمنة ترتكز على قاعدة مربعة بها أربع فتحات معقودة وبوسطها حوض للوضوء ويوجد سلم داخل سمك حائطها البحرية يصعد منه إلى منسوب ا[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]لرقبة, . ويحيط بالصحن أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة ويشتمل على خمسة صفوف من العقود المدببة المحمولة على أكتاف مستطيلة القطاع استديرت أركانها على شكل أعمدة ملتصقة ويشمل كل من الأروقة الثلاثة الأخرى على صفين فقط. ويغطى الأروقة الأربعة سقف من الخشب حديث الصنع وبأسفلة ركب الإزار الخشب القديم المكتوب عليه من سور القرآن الكريم بالخط الكوفى المكبر. الصورة المقابلة بواكى جامع أبن طولون ويتوسط الزيادة الغربية الفريدة فى نوعها والتى لا توجد مثيلة لها فى مآذن القاهرة وأغلب الظن أنها اقتبست سلمها الخارجى من المنارة الأصلية للجامع وبنيت على نمط مئذنة سامرا وهى بنيت مربعة من أسفل ثم أسطوانية وتنتهى مثمنة تعلوها قبة ويبلغ ارتفاعها أربعين مترا. وشبابيك جامع أبن طولون جصية مفرغة متنوعة الأشكال ومختلفة العهود بين كل منها تجويفة مخوصة , أما الوجهات تنتهى أسوار الزيادات بشرفات مفرغة ويقابل كل باب من أبواب الجامع بابا فى سور الزيادة ذلك عدا بابا صغيرا فتح فى جدار القبلة كان يؤدى إلى دار الإمارة التى أنشأها أحمد بن طولون شرق الجامع. ويتوسط جدار القبلة المحراب الكبير الذى لم يبقى من معالمه الأصلية سوى تجويفه والأعمدة الرخامية التى تكتنفه وأعلى الجزء الواقع أمام المحراب قبة صغيرة من الخشب بدائرها شبابيك جصية مفرغة محلاة بالزجاج الملون وبجانب المحراب منبر عمله السلطان لاجين أيضا وحل محل المنبر الأصلى وهو مصنوع من الخشب المجمع على هيئة أشكال هندسية تحصر بينها حشوات محلاة بزخارف دقيقة بارزة وهذا المنبر والتجديد تم فى حشوه فقط لهذا يعتبر من حيث القدم ثالث وأجمل المنابر القائمة بمصر: المنابر القديمة الجميلة فى مصر المنبر الأول : منبر المسجد الموجود بدير القديسة كاترين بسينا والذى أمر بصناعته الأفضل شاهنشاه فى أيام الخليفة الفاطمى الآمر بأحكام الله سنة 500 هجرية = 1106م المنبر الثانى : منبر المسجد العتيق بقوص الذى أمر بصناعته الصالح طلائع فى سنة 550 هجرية = 1155م. . ثورة أبن الصوفى فى صعيــد مصر وأنتصر أحمد أبن طولون على ثورة أبن الصوفى ( إبراهيم بن محمد بن يحيى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي ابن أبي طالب ) وفي عام 253هـ ثار أبن الصوفى في الصعيد على أمير مصر مزاحم ابن خاقان واحتل (أسنا) ونهبها وقتل أهلها من أقباط واخذ نساؤها سريا وعبيد . ولما تولى أحمد بن طولون إمارة مصر سنة 254هـ وقام ابن طولون بإرسال جيشا لحربه فإنهزم من ابن الصوفي وقتل قائد جيش أبن طولون , واستمر القتال بينهما فترة من الزمن وأخيرا أنفض جيش الصوفى فركب البحر إلى مكة وسكن فيها حتى قبض عليه وأرسل إلى ابن طولون فى مصر فقام بسجنه ثم أطلقه, فذهب ابن الصوفى إلى المدينة ومات فيها .يذكر المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني ( 63 من 167 ) : " وخرج ابن الصوفي العلوي وهو إبراهيم بن محمد بن يحيى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ودخل إسنا في ذي القعدة فنهب وقتل فبعث إليه ابن طولون جيشًا فهزم الجيش في ربيع الأول سنة ست وخمسين فبعث بجيش آخر فواقعه بإخميم في ربيع الآخر فانهزم ابن الصوفي إلى الواح فأقام به ثورة أهــل برقة على أحمد بن طولون وفى سنة 261 هـ: ثار أهل برقة على أحمد بن طولون برقة على شكل شبه جزيرة يشتمل على مدن وقرى . وهذه المنطقة تقع الآن في شرق الدولة الليبية على ساحل البحر المتوسط وكان أكبر مدنه مدينة برقة التي أطلق اسمها على الإقليم نفسه وأطلق عليه اسم cyrenaica وخرج أحمد بن طولون يريد حرب عيسى بن الشيخ ثم عاد فابتدأ في أبناء الميدان يذكر المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني ( 64 من 167 ) : " سنة سبع وخمسين وورد كتاب ماجور بتسلم أحمد بن طولون الأعمال الخارجة عن يده من أرض مصر فتسلم الإسكندرية وخرج إليها لثمان خلون من شهر رمضان واستخلف طفج صاحب الشرط ثم قدم لأربع عشرة بقيت من شوال وسخط على أخيه موسى وأمره بلباس البياضحروب أبن طولون - أمر الخراج يذكر المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني ( 64 من 167 ) : " وخرج إلى الإسكندرية ثانيًا لثمان بقين من شعبان سنة تسع وخمسين واستخلف ابنه العباس وقدم لثمان خلون من شوال وأمر ببناء المسجد الجامع على الجبل في صفر سنة تسع وخمسين وببناء المارستان للمرضى وورد كتاب المعتمد يستحثه في حمل الأموال فكتب إليه لست أطيق ذلك والخراج بيد غيري فأنفذ المعتمد نفيسًا الخادم بتقليد أحمد بن طولون الخراج وبولايته على الثغور الشامية فأقر أبا أيوب أحمد بن محمد بن شجاع على الخراج خليفة له عليه وعقد لطخشى بن بلبرد على الثغور فخرج في جمادى الأولى سنة أربع وستين وتقدم أبو أحمد الموفق إلى موسى بن بغا في صرف أحمد بن طولون وتقليدها ماجور التركي والي دمشق فكتب إليه بذلك فتوقف لعجزه عن مقاومة ابن طولون فخرج موسى بن بغا ونزل الرقة فبلغ ابن طولون أنه سائر إليه فابتداء في بناء الحصن بالجزيرة ليكون معقلًا لماله وحرمه في سنة ثلاث وستين واجتهد في عمل المراكب الحربية وأظافها بالجزيرة فأقام موسى بالرقة عشرة أشهر واضطربت أموره ومات في صفر سنة أربع وستين ومات ماجور بدمشق واستخلف ابنه علي بن ماجور فحرك ذلك أحمد بن طولون على المسير وكتب إلى ابن ماجور أنه سائر إليه وأمره بإقامة الأنزال والميرة فأجاب بجواب حسن وشكا أهل مصر إلى ابن طولون ضيق المسجد الجامع يوم الجمعة بجنده وسودانه فأمر ببناء المسجد الجامع بجبل يشكر فابتدأ ببنائه في سنة أربع وتم في سنة ست وستين ومائتين وخرج في جيوشه لثمان بقين من شعبان سنة أربع وستين واستخلف ابنه العباس وضم إليه أحمد بن محمد الواسطي مدبرًا ووزيرًا فبلغ الرملة وتلقاه محمد بن رافع واليها وأقام له الدعوة فأقره ومضى إلى دمشق فتلقاه علي بن ماجور وأقام له بها الدعوة فأقام بها حتى استوثق له أمرها ومضى إلى حمص فتسلمها وبعث إلى سيما الطويل وهو بأنطاكية يأمره بالدعاء له فأبى فسار إليه في جيش عظيم وحاصره ورمان بالمجانيق حتى دخلها في المحرم سنة خمس وستين فقتل سيما واستباح أمواله ورجاله ومضى إلى طرسوس فدخلها في ربيع الأول فضاقت به وغلا السعر بها فنابذه أهلها فقاتلهم وأمر أصحابه أن ينهزموا عن أهل طرسوس ليبلغ طاغية الروم فيعلم أن جيوش ابن طولون مع كثرتها وشدتها لم تقم لأهل طرسوس فانهزموا وخرج عنهم واستخلف عليها طخشيي فورد الخبر عليه بأن ابنه العباس قد خالف عليه فأزعجه ذلك وسار فخاف العباس وقيد الواسطي وخرج بطائفته إلى الجيزة لثمان خلون من شعبان سنة خمس وستين ومائتين فعسكر بها واستخلف أخاه ربيعة بن أحمد وأظهر أنه يريد الإسكندرية وسار إلى برقة فقدم أحمد بن طولون من الشام لأربع خلون من رمضان فأنفذ القاضي بكار بن قتيبة في نفر بكتابه إلى العباس فساروا إليه ببرقة فأبى أن يرجع وعاد بكار في أول ذي الحجة ومضى العباس يريد إفريقية في جمادى الأولى سنة ست وستين فنهب لبدة وقتل من أهلها عدة وضجت نساؤهم فاجتمع عليه: جيش ابن الأغلب والإباضية فقاتلهم بنفسه وحسن بلاؤه يومئذ وقال: لله دري إذ أعدوا علي فرسي إلى الهياج ونار الحرب تستعر وفي يدي صارم أفري الرؤوس به في حدة الموت لا يبقي ولا يذر إن كنت سائلة عني وعن خبري فها أنا الليث والصمصامة الذكر من آل طولون أصلي إن سألت فما فوقي لمفتخر بالجود مفتخر لو كنت شاهدة كري بلبدة إذ بالسيف أضرب والهامات تبتذر إذًا لعاينت مني ما تبادره عنى الأحاديث والأنباء والخبر وقتل يومئذ صناديد عسكره ووجوه أصحابه ونهبت أمواله وفر إلى برقة في ضر. وبعث به إلى برقة في رمضان سنة سبع وستين ثم خرج بنفسه في عسكر يقال: إنه بلغ مائة ألف لثنتي عشر خلت من ربيع الأول سنة ثمان وستين فأقام بالإسكنرية وفر إليه أحمد بن محمد الواسطي من عند العباس فصغر عنده أمر العباس فعقد على جيش سيره إلى برقة فواقعوا أصحاب العباس وهزموهم وقتلوا منهم كثيرًا وأدركوا العباس لأربع خلون من رجب وعاد أحمد إلى الفسطاط لثلاث عشرة خلت منه وقدم العباس والأسرى في شوال ثم أخرجوا أول ذي القعدة وقد بنيت لهم دكة عالية فضربوا والقوا من أعلاها ثم بعث بلؤلؤ في جيش إلى الشام فخالف على أحمد ومال مع الموفق وصار إليه فخرج أحمد واستخلف ابنه خمارويه في صفر سنة تسع وستين فنزل دمشق ومعه ابنه العباس مقيدًا فخالف عليه أهل طرسوس فخرج يريد محاربتهم ثم توقف لورود كتاب المعتمد عليه أنه قادم عليه ليلتجء إليه فخرج كالمتصيد من بغداد وتوجه نحو الرقة فبلغ أبا أحمد الموفق مسيره وهو محارب لصاحب الزنح فعمل عليه حتى عاد إلى سامراء ووكل به جماعة وعقد لإسحاق بن كنداخ الخزري على مصر فبلغ ذلك ابن طولون فرجع إلى دمشق وأحضر القضاة والفقهاء من الأعمال وكتب إلى مصر كتابًا قرئ على الناس بأن: أبا أحمد الموفق نكث بيعة المعتمد وأسره في دار أحمد بن الخصيب وإن المعتمد قد صار من ذلك إلى ما لا يجوز ذكره وإنه بكى بكاء شديدًا فلما خطب الخطيب يوم الجمعة ذكر ما نيل من المعتمد وقال: اللهم فاكفه من حصره وظلمه وخرج من مصر بكار بن قتيبة وجماعة إلى دمشق وقد حضر أهل الشامات والثغور فأمر ابن طولون بكتاب فيه: خلع الموفق من ولاية العهد لمخالفة المعتمد وحصره إياه وكتب فيه: إن أبا أحمد الموفق خلع الطاعة وبرئ من الذمة فوجب جهاده على الأمة وشهد على ذلك جميع من حضر إلا بكار بن قتيبة وآخرين.
وقال بكار: لم يصح عندي ما فعله أبو أحمد ولم أعلمه وامتنع من الشهادة والخلع وكان ذلك لإحدى عشرة خلت من ذي القعدة فبلغ ذلك الموفق فكتب إلى عماله: بلعن أحمد بن طولون على المنابر فلعن عليه بما صيغته اللهم العنه لعنًا يفل حده يتعس جده واجعله مثلًا للغابرين إنك لا تصلح عمل المفسدين ومضى أحمد إلى طرسوس فنازلها وكان البرد شديدًا ثم رحل عنها إلى أذنة وسار إلى المصيصة فنزلت به علة الموت فأعد السير يريد مصر حتى بلغ الفرما فركب النيل إلى الفسطاط فدخل لعشر بقين من جمادى الآخرى سنة سبعين فأوقف بكار بن قتيبة وبعث به إلى السجن وتزايدت به العلة حتى مات ليلة الأحد لعشر خلون من ذي القعدة سنة سبعين ومائتين فلما بلغ المعتمد موته اشتد وجده وجزعه عليه وقال يرثيه: على رجل أروع يرى منه فضل الوجل شهاب خبا وقده وعارض غيث أفل شكت دولتي فقده وكان يزين الدول فقام بعده ابنه: أبو الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون وبايعه الجند يوم الأحد لعشر خلون من ذي القعدة فأمر بقتل أخيه العباس لامتناعه من مبايعته وعقد لأبي عبد الله أحمد الواسطي على جيش إلى الشام لست خلون من ذي الحجة وعقد لسعد الأعسر على جيش آخر وبعث بمراكب في البحر لتقيم على السواحل الشامية فنزل الواسطي فلسطين وهو خائف من خمارويه أن يوقع به لأنه كان أشار عليه بقتل أخيه العباس فكتب إلى أبي أحمد الموفق: يصغر أمر خمارويه ويحرضه على المسير إليه فأقبل من بغداد وانضم إليه إسحاق بن كنداح ومحمد بن أبي الساج ونزل الرقة فتسلم قنسرين والعواصم وسار إلى شيزر فقاتل أصحاب خمارويه وهزمهم ودخل دمشق فخرج خمارويه في جيش عظيم لعشر خلون من صفر سنة إحدى وسبعين فالتقى مع أحمد بن الموفق بنهر أبي بطرس المعروف بالطواحين من أرض فلسطين فاقتتلا فانهزم أصحاب خمارويه وكان في سبعين ألفًا وابن الموفق في نحو أربعة آلاف واحتوى على عسكر خمارويه بما فيه ومضى خمارويه إلى الفسطاط وأقبل كمين له عليه: سعد الأعسر ولم يعلم بثزيمة خمارويه فحارب ابن الموفق حتى أزاله عن المعسكر وهزمه اثني عشر ميلًا ومضى إلى دمشق فلم يفتح له ودخل خمارويه إلى الفسطاط لثلاث خلون من ربيع الأول وسار سعد الأعسر والواسطي فملكا دمشق وخرج خمارويه من مصر لسبع بقين من رمضان فوصل إلى فلسطين ثم عاد لاثنتي عشرة بقيت من شوال ثم خرج في ذي القعدة سنة اثنتين وسبعين فقتل سعدًا الأعسر ودخل دمشق لسبع خلون من المحرم سنة ثلاث وسبعين وسار لقتال ابن كنداح وأتبعه حتى بلغ أصحابه سر من رأى ثم اصطلحا تظاهرا وأقبل إلى خمارويه فأقام في عسكره ودعا له في أعماله التي بيده وكاتب خمارويه أبا أحمد الموفق في الصلح فأجابه إلى ذلك وكتب له بذلك كتابًا فورد عليه به: فالق الخادم إلى مصر في رجب ذكر فيه: أن المعتمد والموفق وابنه كتبوه بأيديهم وبولاية خمارويه وولده ثلاثين سنة على مصر والشامات ثم قدم خمارويه سلخ رجب فأمر بالدعاء لأبي أحمد الموفق وترك الدعاء عليه وجعل على المظالم بمصر: محمد بن عبدة بن حرب وبلغه مسير محمد بن أبي الساج إلى أعماله فخرج إليه في ذي القعدة ولقيه شيبة العقاب من دمشق فانهزم أصحاب خمارويه وثبت هو فحاربه حتى حزمه أقبح هزيمة وعاد إلى مصر فدخلها لست بقين من جمادى الآخرة سنة ست وسبعين ثم خرج إلى الإسكندرية لأربع خلون من شوال وورد الخبر أنه دعي له بطرسوس في جمادى الآخرة سنة سبع وسبعين وخرج إلى الشام لسبع عشرة من ذي القعدة ومات الموفق في سنة ثمان وسبعين ثم مات المعتمد في رجب سنة تسع وسبعين وبويع المعتضد أبو العباس أحمد بن الموفق فبعث إليه خمارويه بالهدايا وقدم من الشام لست خلون من ربيع الأول سنة ثمانين فورد كتاب المعتضد بولاية خمارويه على مصر هو وولده ثلاثين سنة من الفرات إلى برقة وجعل له الصلاة والخراج والقضاء وجميع الأعمال على أن يحمل في كل عام مائتي ألف دينار عما مضى وثلثمائة ألف للمستقبل ثم قدم رسول المعتضد بالخلع وهي اثنتا عشرة خلعة وسيف وتاج ووشاح مع خادم في رمضان وعقد المعتضد نكاح قطر الندى بنت خمارويه في سنة إحدى وثمانين وفيها خرج خمارويه إلى نزهته ببربوط في شعبان ومضى إلى الصعيد فبلغ سيوط ثم رجع من الشرق إلى الفسطاط أول ذي القعدة وخرج إلى الشام لثمان خلون من شعبان سنة اثنتين وثمانين فأقام بمنية الأصبغ ومنية مطر ثم رحل حتى أتى دمشق فقتل بها على فراشه ذبحه جواريه وخدمه وحمل في صندوق إلى مصر وكان لدخول تابوته يوم عظيم واستقبله جواريه وجواري غلمانه ونساء قواده ونساء القطائع بالصياح وما يصنع في المآتم وخرج الغلمان وقد خلوا أقبيتهم وفيهم من سود ثيابه وشققها وكانت في البلد ضجة عظيمة وصرخة تتعتع ثم ولي أبو العساكر بن خمارويه بن أحمد بن طولون لليلة بقيت من ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين ومائتين بدمشق فسار إلى مصر واشتمل على أمور أنكرت عليه فاستوحش من عظماء الجند وتنكر لهم فخافوه ودأبوا في الفساد فخرج منتزهًا إلى منية الأصبغ ففر جماعة | |
|